المقدمة
في أولى الأسابيع بعد زراعة الشعر، قد يواجه بعض المرضى ظاهرة تساقط الشعر المزروع، وهو أمر يثير التساؤلات والقلق لدى الكثيرين. في عيادة باران توس، نؤكد أن هذا التساقط مرحلة طبيعية في رحلة نمو الشعر الجديد، ويُعدّ مؤشرًا على تكيف البصيلات المزروعة مع بيئتها الجديدة. معرفة الأسباب واتباع الإرشادات الصحيحة يمكن أن يجعل هذه المرحلة تجربة مريحة وموثوقة، تهيئ الطريق لنمو شعر صحي وكثيف يحقق النتائج المرجوة.
ما سبب تساقط الشعر المزروع في الشهر الأول؟ + الإرشادات
تُعَدّ زراعة الشعر من أكثر الأساليب فاعليةً لاستعادة كثافة الشعر وتحسين المظهر الخارجي. غير أنّ كثيرًا من الأشخاص يلاحظون بعد العملية ظاهرة تُعرف باسم التساقط المؤقت للشعر المزروع خلال الأسابيع أو الشهر الأول، الأمر الذي قد يُثير القلق لديهم. في هذا المقال، سنُقدّم شرحًا علميًّا مفصّلًا لأسباب هذه الظاهرة الطبيعية وسبل التعامل معها.
تساقط الشعر المزروع بعد العملية
خلال الشهر الأول بعد زراعة الشعر، وتحديدًا بين الأسبوعين الثاني والرابع، يبدأ الشعر المزروع بالتساقط تدريجيًّا. ويُطلَق على هذه المرحلة في المجال الطبي اسم تساقط الصدمة (Shock Loss)، وهي ليست علامة على فشل عملية الزراعة كما يظنّ البعض.
في الواقع، يُعَدّ هذا التساقط جزءًا طبيعيًّا من دورة تكيّف البصيلات المزروعة مع البيئة الجديدة، وغالبًا ما تعاود البصيلات نشاطها بعد بضعة أشهر لتبدأ مرحلة النمو من جديد.
الأسباب الرئيسية لتساقط الشعر المزروع في الشهر الأول
الصدمة الجراحية (Trauma of Transplant):
أثناء العملية، تُنقَل البصيلات من المنطقة المانحة إلى المناطق الخفيفة أو الخالية من الشعر، ما يسبّب نوعًا من الإجهاد أو الصدمة للبصيلات، فيؤدي إلى توقف مؤقت في نموها وتساقط ساق الشعرة.
الاضطراب المؤقت في التروية الدموية:
بعد الزراعة، قد تتراجع التغذية الدموية لجذور الشعر المزروع لفترة وجيزة، فينتج عن ذلك ضعف في نمو الشعرة وسقوطها مؤقتًا.
الدورة الطبيعية لنمو الشعر (Hair Cycle):
يمر الشعر بثلاث مراحل: النمو (Anagen)، الانتقالية (Catagen)، والتساقط (Telogen). وغالبًا ما تدخل البصيلات المزروعة في مرحلة التساقط بعد العملية، وهو أمر طبيعي ومؤقت.
العوامل الفردية:
قد تختلف درجة التساقط من شخصٍ إلى آخر بحسب العمر، والحالة الصحية العامة، والنظام الغذائي، ومستوى التوتر، ومدى الالتزام بتعليمات العناية بعد العملية.
مدة التساقط وبداية نمو الشعر من جديد
عادةً يبدأ تساقط الشعر المزروع ما بين الأسبوعين الثاني والسادس بعد العملية، ويبلغ ذروته خلال فترة وجيزة. وبعد مرور نحو شهرين إلى ثلاثة أشهر، تبدأ البصيلات المزروعة باستعادة نشاطها تدريجيًّا لتدخل مرحلة النمو الفعّال ويظهر الشعر الجديد.
تستمر هذه العملية بصورة تدريجية، وتظهر النتائج النهائية عادةً بعد تسعة إلى اثني عشر شهرًا من العملية، حيث يُمكن ملاحظة تحسّن واضح في الكثافة والمظهر العام للشعر.
هل تساقط الشعر في الشهر الأول علامة على فشل عملية زراعة الشعر؟
لا. يحدث هذا التساقط تقريبًا لدى جميع المرضى، ويُعَد جزءًا من عملية ترميم وإعادة بناء البصيلات.
ويجب مراجعة الطبيب فورًا فقط إذا كان التساقط أكثر من الطبيعي، أو إذا صاحبته أعراض مثل العدوى الشديدة، الاحمرار الواسع، الألم المستمر، أو الإفرازات الصديدية.
إرشادات مهمة لإدارة هذه الفترة
نصائح العناية بعد زراعة الشعر:
✅ حافظ على هدوئك وثق في العملية الطبيعية للجسم.
✅ اتبع تعليمات الطبيب بدقة بشأن غسل الرأس، استخدام الأدوية، والعناية بعد العملية.
✅ تجنب خدش أو إزالة القشور الناتجة عن الجروح.
✅ امتنع عن التدخين والكحول لأنها تبطئ عملية التعافي.
✅ احرص على تغذية صحية غنية بالفيتامينات والبروتينات.
✅ تجنب أي صدمات أو ضربات لمنطقة الزراعة.
الأسئلة الشائعة
هل تساقط الشعر المزروع في الشهر الأول طبيعي؟
نعم. تساقط الشعر في الأسابيع الأولى بعد العملية ظاهرة طبيعية تمامًا تُعرف باسم تساقط الصدمة (Shock Loss)، ولا داعي للقلق.
كم من الوقت يستغرق نمو الشعر المتساقط مجددًا؟
عادةً يبدأ الشعر بالظهور بعد حوالي شهرين إلى ثلاثة أشهر، ويكتمل نموه خلال 6 إلى 12 شهرًا بعد الزراعة.
هل جميع المرضى يمرون بهذه الظاهرة؟
تقريبًا جميع من يجرون زراعة الشعر يختبرون درجات من هذا التساقط. تختلف شدته ومدة حدوثه حسب الخصائص الفردية لكل شخص.
هل يمكن منع تساقط الشعر في الشهر الأول؟
هذا التساقط جزء من الدورة الطبيعية لترميم البصيلات، ولا يمكن منعه تمامًا، لكن الالتزام بالعناية بعد العملية واستخدام الأدوية الموصوفة يقلل من شدته.
متى يجب مراجعة الطبيب؟
إذا صاحب التساقط أعراض مثل الاحمرار الشديد، الألم غير الطبيعي، التورم الكبير، أو الإفرازات العدوانية، أو إذا لم يُلاحظ أي نمو جديد بعد عدة أشهر، يجب مراجعة الطبيب فورًا.
هل يؤدي هذا التساقط إلى فقدان البصيلات المزروعة؟
لا. يتساقط ساق الشعر فقط، بينما تبقى جذور البصيلات المزروعة سليمة، وتبدأ بإنتاج الشعر من جديد في الوقت المناسب.
الخاتمة
التساقط المؤقت للشعر المزروع ليس فشلًا، بل جزء من دورة التكيف الطبيعية للبصيلات الجديدة. في عيادة باران توس، نركز على دعم كل مريض خلال هذه المرحلة، من خلال تقديم تعليمات دقيقة للرعاية اليومية، مراقبة النمو، وتوفير بيئة مثالية لتجديد الشعر. بالالتزام بالتعليمات والصبر والمتابعة، تتحول هذه المرحلة إلى نقطة انطلاق لنمو شعر صحي وكثيف، يمنح المظهر الطبيعي والحيوية التي يتوقعها كل مريض.